١٤‏/١٠‏/٢٠٢٤، ٧:٠٣ م

باحث في العلاقات الدولية في حديث مع وكالة مهر:

بطولات المقاومة في جنوب لبنان أذهلت الجميع وأجبرت العدو على التراجع

بطولات المقاومة في جنوب لبنان أذهلت الجميع وأجبرت العدو على التراجع

صرح الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور رياض عيد، أن رجال المقاومة في جنوب لبنان سطّروا ملحمة بطولية أذهلت الخبراء العسكريين الإسرائيليين والغربيين، وأجبروا العدوا على التراجع مهزوماً مذعورا.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: نحن بهذه المعركة بين ارادتين إرادة اصحاب الارض المتجذرين فيها منذ الاف السنين وبين من يريد سرقة هذه الارض وليس له اي جذور وتاريخه معروف بالاجرام والقتل والوحشية.

بقانون الغاب ومحور الشر محرم على اي بلد الدفاع عن سيادته وهذا ما يحصل مع الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذان يسعيان للدفاع عن سيادتهما وشعبهما امام الاعتداء الوحشي من قبل الصهيونية الامريكية والبلدان الداعمهة لهذه الغطرسة والوحشية.

إلا أن الميدان أثبت من هم أصحاب الأرض الحقيقيين ومن هم الغزاة، وأثبتت أيضاً أنه لاحل للوقوف أمام المشروع الصهيوني التوسّعي إلى بخيار المقاومة والإعداد.

حول هذه العناوين، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد حواراً صحفياً مع الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور رياض عيد، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

يعيش العدو ومن معه نشوة نصر كاذية ويبنون عليها احلاما سياسية خادعة لفرض الشروط على لبنان والمقاومة ... هل ترون في الواقع الميداني ما يبرر هذه الاوهام؟وهل المواجهات الجارية التي على الحدود مباشرة ترد على هذه المزاعم؟

مما لا شك فيه ان دولة الكيان الزائل "اسرائيل" حققت انجازات تكتيكية في استهدافاتها الامنية لقيادات المقاومة وقد اعترفت المقاومة بهذا الامر وهذا ما جعل العدو يعيش نشوة انتصار كاذبة بانه استطاع القضاء على المقاومة. وبدء الحملة العسكرية البرية في الجنوب متزامنة بشروط استسلام ارسلت الى لبنان وكأن الحرب قد حسمت لمصلحته. فاتت اطلالة نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم للتاكيد ان كل المراكز في قيادة المقاومة قد عينت ولم يعد هناك اي مركز شاغر باستثناء مركز الامين العام الذي سينتخب وفق الاليات الدستورية في الحزب. واتى تاكيده على تمسك المقاومة بالمبادء التي اعلنها سيد شهداء المقاومة الشهيد حسن نصرالله لجهة تمسك الحزب بربط وقف اطلاق النار في لبنان بوقف الحرب على غزة، وبانه لن يكون هناك اي عودة لاي صهيوني الى شمال فلسطين حتى يرضخ نتنياهو لوقف الحرب، لا بل وعده الشيخ نعيم بانه سيهجر مستوطنين جدد.

وأتى بيان غرفة العمليات في حزب الله ليؤكد ان قيادة المقاومة متماسكة ومؤسسات الحزب العسكرية والسياسية تعمل بشكل منتظم مما يؤكد استيعاب الحزب لضربات "اسرائيل" وبدء تعافيه منها، وتكلل هذا الاعلان بتصدي ابطال المقاومة في الجنوب لجيش العدو وتدمير دباباته ومنعه حتى كتابة هذه السطورعن من التقدم في اي محور من محاور القتال ، مما شكل ردا ميدانيا على نشوة نتنياهو الكاذبة وبدد اوهامه بقدرته على كسر المقاومة.

مفاجات صادمة يفجرها رجال المقاومة في جنوب لبنان على الحافة الامامية، وبدأنا فعلا نرى الدبابات" الاسرائيلية" تحترق على الهواء مباشرة .. ما هي الدروس التي تقدمها لنا المقاومة الاسلامية من هذا الاداء العسكري المميز ؟ وهل لديها المزيد من المفاجأت برأيكم؟

نعم لقد سطّر رجال المقاومة ملحمة بطولية ومفاجاَت اذهلت كل الخبراء العسكريين الاسرائيلين والغربيين بسحقها دبابات العدو عند تخوم قرى الجنوب اللبناني من مارون الراس الى بليدا الى عيتا الشعب الى الناقورة حيث دمر للعدو عشرات الدبابات وقتل وجرح له مئات الجنود مما اجبر العدو على التراجع امام ضربات ابطال المقاومة الى شمال فلسطين مهزوما مذعورا، مما دفع اكثر من 1500 جندي وضابط لرفض الامتثال لاوامر القتال ضد المقاومة والهرب من الجبهة. ورغم ان المقاومة تقاتل باستراتيجية حرب الاستنزاف المتحركة او الحرب اللا متماثلة، اي استدراج العدو الى داخل كمائن المقاومة للقضاء عليه، الا ان المقاومة تقاتل في الجنوب ايضا باستراتيجية الجيوش النظامية تطبيقا للخبرة التي اكتسبتها من الحرب في سوريا فمزجت بين الاستراتيجيتين معا استراتيجية حرب الاستنزاف المتحركة واستراتيجية الجيوش النظامية لرسم خطوط دفاع متماسكة حين تقضي الحاجة فتتصدى للهجوم المباشر لجيش العدو لمنعه من التقدم وان استطاع التقدم نظرا لكثافة نيرانه وقدراته الجوية تستدرجه الى كمائنها لتفجره بنسفياتها التي اعدتها له. هذا الاداء جعل احد ضباط العدو الذي التحم بقواته مع المقاومين وانهزم امامهم يعلن انه يقاتل جيش يمتلك اِعداد متميز وخبرة قتالية عالية وارادة فولاذية مصممة على الانتصار ليؤكد ان جيش العدو لا يمكن ان يهزم ابطال حزب الله.

هذا بعض اداء ابطال المقاومة الذين يحضرون مفاجأت كثيرة للعدو ان تجرأ على اجتياح لبنان من حيث صنوف الاسلحة التي لم تستعمل بعد والتكتيكات التي تعدها فرقة اسود الرضون التي تنتظر على احر من الجمر البطش بجنود العدو.

جيش الاحتلال يواصل تدمير المباني وارتكاب الجرائم والمجازر بالمدنيين في بيروت والمناطق اللبنانية كافة، هل ياتي ذلك للتعويض عن الفشل في الميدان برايكم ؟ وهل يعني ذلك ان نموذج غزة قد يطبقه العدو في لبنان ايضا؟

نعم يحاول جيش العدو استنساخ استراتيجية حرب غزة في لبنان بتدمير المباني وقتل المدنيين وارتكاب المجازر بحق الابرياء واستهداف بيئة المقاومة في الضاحية والبقاع بعد تهجير سكان الجنوب لتاليب بيئة المقاومة عليها. وهذا ليس فقط تعويصا عن الفشل والرعب الذي يعيشه من المواجهة مع المقاومة نتيجة الدروس والعبر والهزيمة التي عاشها في حرب عام 2006 والتي يكررها اليوم، بل لان مشروع نتنياهو هو القضاء على حزب الله الذي يعتبره درة التاج في محور المقاومة واجتثاث فكرة المقاومة والوصول لشرق اوسط جديد بعد القضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين، ليتفرغ لضرب ايران وتوريط امريكا بحرب اقليمية قد تتحول الى حرب كونية لكسر محور المقاومة وايران قائدة هذا المحور.

واهداف هذه الحرب ليست فقط لاستعادة استراتيجية الردع "الاسرائيلية" بل لتجديد الدور الاسرائيلي كحامي لمصاح الغرب "الانغلوساكسوني" في الشرق عبر اقامة "اسرائيل" الكبرى وتكريس التطبيع والسلام الابراهيمي. وهذا حلم لن يتحقق لان المقاومة اعدت العدة للمواجهة الشاملة وان كانت لا تريدها، لان على صمود المقاومة لا يتوقف مصير لبنان فقط بل المنطقة والعالم.

لماذا برأيكم يتردد العدو في خوض حرب برية واسعة حتى الان على الجبهة اللبنانية؟ وهل لا يزال لدى المقاومة ما تهدد به الجبهة الداخلية للاحتلال اذا ما وسع الحرب وواصل استهداف المدنيين وملاحقتهم في اماكن نزوحهم؟.

ترسل المقاومة رسائل بالنار الى الجيش" الاسرائيلي" بانواع اسلحة جديدة تدخلها بالمواجهة كصاروخ الماس والصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة وطائرات الاستطلاع واستمرار المسار التصاعدي للمواجهة كي تردع اسرائيل وتجعلعا تحسب الف حساب للتكلفة التي قد تدفعها ان دخلت في مواجهة شاملة مع المقاومة. ومعلومات امريكا "واسرائيل" ان المقاومة تمتلك اكثر من 200000 صاروخ والاف الصواريخ المجنحة والفرط صوتية والاف الطائرات المسرة ، وتستطيع المقاومة ان ترسل يوميا اكثر من 2500 صاروخ الى "اسرائيل" ان حدثت مواجهة شاملة مما يرعب الجبهة الداخلية، وان ضربت المقاومة محطات التوليد الكهربائي ومحطات الغاز ومستودعات الامونيا هذا يعني اعادة اسرائيل الى العصر الحجري. هذا ما يقوله استراتيجيو العدو وهذا ما يفترض ان يردع" اسرائيل" عن التفكير باجتياح بري للبنان.

لكن ما اود تاكيده ان استراتيجية اسرائيل تغيرت، فبعد ان كانت اثناء قيام دولتهم المزعومة تحسب اذا كانت كلفة المواجهة تزيد عن حجم المردود تحجم "اسرائيل" عنها، ثم تطورت اثناء عهد شارون فاصبحت ان تساوت كلفة المواجهة مع كلفة المردود تقدم "اسرائيل" على المواجهة، اما الان في عهد نتنياهو باتت استراتيجية اسرائيل حتى لو كانت كلفة المواجهة تزيد عن كلفة المردود اذا كانت مصلحة "اسرائيل" ان تغامر بالمواجهة تذهب اليها.

الان يعتقد نتنياهو ان الفرصة سانحة له ان ينهي محور المقاومة عبر دفع المنطقة الى حرب شاملة يورط فيها امريكا بمواجهة ايران والتخلص من برنامجها النووي، لان نتنياهو يعتبر ان ايران نجحت في تطويق "اسرائيل" بمحور مقاومات ووضعها امام خطر وجودي، وشبه المشروع الايراني في غرب اسيا "بتنّين" لديه عدة رؤوس اخطرها حزب الله لذلك يجب قطع رؤوس هذا التنين.

امريكا بطة عرجاء والدولة العميقة مصلحتها اذكاء الحروب لتخرج امريكا من ازماتها الاقتصادية عبر بيع الاسلحة، النظام الرسمي العربي غير معني ان لم يكن شريك اسرائيل وامريكا في العدوان على غزة ولبنان، روسيا منشغلة بحرب اوكرانيا والصين تتريث في الانخراط بصراعات الشرق الاوسط، لذلك يعتبر نتنياهو ان اللحظة مناسبة لتفجير المنطقة بدءاً من لبنان الى سوريا وايران بمعزل عن التكلفة وانعكاسها على الداخل الاسرائيلي ومصلحته باستمرار الحرب وتفشيل التسوية ليهرب من المحاكمة وانهاء حياته السياسية بالسجن. لكن الميدان يبقى هو الفيصل ووفق معلوماتنا ان محور المقاومهة وان كان لا يريد المواجة لكنه لا يخشاها وقد اعد العدة ان نفذ نتنياهو مغامراته لبدء حرب تحرير فلسطين واقتلاع هذه الغدة السرطانية من امتنا.

ما هي الرسائل العسكرية والسياسية التي حملتها عملية الهدهد 3 وكيف يمكن ان يفعل حزب الله هذه الرسائل ضد قوات الاحتلال في الظروف الراهنة للمواجهة الواسعة على مساحة الوطن ؟

ظن العدو انه بعد اغتيال قيادات الصف الاول في المقاومة واغتيال سيد المقاومة سماحة الشهيد حسن نصرالله ان القيادة والتحكم والسيطرة في حزب الله قد ضربت وان الفرصة مواتية كي تنقض اسرائيل على ماتبقى من جسم المقاومة بسبب الفراغ والفوضى التي تحدث نتيجة هكذا عمل. فاتى عرض فيديو (هدهد 3) في هذا التوقيت الخطير جدا لترسل فيه المقاومة للعدو رسالة ان الامور لا تزال تحت السيطرة ومنظومة القيادة والتحكم لا تزال في الوضعية السليمة وقادرة على التحكم بتفاصيل الميدان واتخاذ القرارات في توقيتها المطلوب وتسير الامور كانها لم تحصل اي ضربات موجعة في قيادة المقاومة خصوصا ان الفيديو يشير الى رسائل عسكرية تؤكد القدرة على استمرار ارسال مسيرات بغرض جمع المعلومات لترجمتها بضربات قاتلة للعدو ولتؤكد ان البنية الاستخباراتية للمقاومة لا تزال تعمل بكفاءة عالية وعرض طبيعة الاهداف التي تم شرحها وتنوعها من عسكرية الى صناعية الى تجارية يعني ان المقاومة اضافتها الى بنك اهدافها لتحويلها الى اهداف تنفذ عند الاوامر.

اتى عرض الفيديو استكمالا لكلمة الشيخ نعيم قاسم وبيان غرفة عملية المقاومة بوضع حيفا وما بعد حيفا ضمن استراتيجية استهدافها بشكل دائم وتدريجي وتصاعدي لتثبيت معادلة "حيفا مقابل الضاحية وبيروت مقابل تل ابيب" ولرسم هذه المعادلات الجديدة بالنار. اذ ان حيفا دخلت ميدان القصف اليومي بعد هدهد3 وايضا تل ابيب للتاكيد للعدو ان يد المقاومة طويلة وقادرة على اضافة المدينتين المذكورتين الى قائمة تدميرهما وتهجير سكانهما ان لم توقف اسرائيل عدوانها على لبنان وفلسطين.

/انتهى/

رمز الخبر 1949608

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha